رسالة من فتاة الى شاب سرق عفتها
"قصة واقعية"
لو كان بي
أن أكتب إليك لأجدد عهدا دارسا أو حبا قديما ما كتبت والله سطرا ولا خططت
حرفا، لأنني أعتقد أن رجلا مثلك رجل غادر وود مثلك ودا كاذبا يستحق أن لا
أحفل به وآسف على أن أطلب تجديده.
إنك عرفت كيف تتركني وبين جنبي نارا تضطرب وجنينا يضطرب.
تلك للأسف على الماضي، وذاك للخوف على المستقبل، فلم تبالي بي وفررت مني
حتى لا تحمل نفسك مؤنة النظر إلى شقاء وعذاب أنت سببه، ولا تكلف يدك مسح
دموعا أنت الذي أرسلتها.
فهل أستطيع بعد ذلك أن أتصور أنك رجل شريف ؟ لا والله بل لا أستطيع أن
أتصور مجرد أنك إنسان، إنك ذئب بشري لأنك ما تركت خلة من الخلال في نفوس
العجماوات وأوابد الوحوش إلا وجمعتها في نفسك.
خنتني إذ عاهدتني على الزواج فأخلفت وعهدك.
ونظرت في قلبك فقلت كيف تتزوج من امرأة مجرمة ؟ وما هذه الجريمة إلا صنعت
يدك وجريرة نفسك، ولولاك ما كنت مجرمة ولا ساقطة، فقد دافعتك جهدي حتى
عييت في أمرك وسقطت بين يديك سقوط الطفل الصغير.
سرقت عفتي فأصبحت ذليلة النفس حزينة القلب، أستثقل الحياة وأستبطئ الأجل
وأي لذة لعيش امرأة لا تستطيع أن تكون في مستقبل أيامها زوجة لرجل ولا أما
لولد، بل لا أستطيع أن أعيش في مجمع من هذه المجتمعات إلا وأنا خافضة
الرأس مسبلة الجفن، واضعة الخد على الكف ترتعد أوصالي وتذوب أحشائي خوفا
من عبث العابثين وتهكم المتهكمين.
سلبتني راحتي وقضيت على حياتي، قتلتني وقتلت شرفي وعرضي بل قتلت أمي وأبي فقد مات أبي وأمي وما أظن موتهما إلا حزنا علي لفقدي.
لقد قتلتني لأن ذلك العيش المر الذي شربته من كأسك بلغ من جسمي ونفسي وأصبحت في فراش الموت كالذبابة تحترق وتتلاشى نفسا بعد نفس.
هربت من بيت والدي إذ لم يعد لي قدرة على مواجهة بيتي وأمي وأبي وذهبت إلى
منزل مهجور وعشت فيه عيش الهوان، وتبت إلى الله وإني لأرجو أن يكون الله
قد قبل توبتي واستجاب دعائي وينقلني من دار الموت والشقاء إلى دار الحياة
والهناء.
وهاأنا أموت وأنت كاذب خادع ولص قاتل ولا أظن أن الله تاركك دون أن يأخذ لي بحقي منك.
ما كتبت والله لأجدد بك عهدا أو أخطب لك ودا، فأنت أهون علي من ذلك، إنني
قد أصبحت على باب القبر وفي موقف أودع فيه الحياة سعادتها وشقائها فلا أمل
لي في ودها، ولا متسع لي في عهدها، وإنما كتبت لك لأني عندي وديعة لك هي
أبنتك فإن كان الذي ذهب بالرحمة من قلبك أبقى لك منها رحمة الأبوة فأقبلها
وخذها إليك حتى لا يدركها من الشقاء مثل ما أدرك من أمها من قبل
أنهت رسالتها وقد توفيت ( رحمها الله ) ويا فتيات تنبهنَ وأنتبهنَ ولا
تنخدعنَ بالشعارات الكاذبة والعبارات المعسولة التي تلوكها لكنَّ الذئاب
البشرية المفترسة ! وتذكرنَ عذاب الله وقيمة أعراضكنَّ وأعراض آبائكنَّ
وإخوانكنَّ وأسركنَّ وقبيلتكن
وتذكرنَ الفضيحة في الدنيا، والعار والدمار والهوان في الآخره .
,,,,,,